Glossary

الهولوكوست (الإبادة الجماعية لليهود)

الهولوكوست مصطلح مُشتق من الكلمة اليونانية “holókaustus” التي تعني الاحتراق الكامل. ويشير المصطلح إلى الإبادة المنظمة والكاملة لمجموعة معينة من الشعوب أثناء الحكم النازي. تطلق على هذه بالغة العبرية اسم “Schoah” التي تعني الكارثة الكبرى.

عام 1933 في جمهورية فايمار، انتخب حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني (NSDAP)، وبأغلبية ساحقة أدولف هتلر قائداً لها. وفي 24 مارس/ آذار 1933 وعلى خلفية تحالف الحزب مع أحزاب أخرى في برلمان الرايخ (باستثناء الحزب الشيوعي الألماني والحزب الاشتراكي الديموقراطي)، تم تمرير ما يسمى بـ “قانون التمكين” الذي حرم البرلمان من حق التصويت ونقل كل سلطاته إلى أدولف هتلر.

اتبع حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني (الحزب النازي) أيديولوجية عنصرية اشتراكية قومية، التي اعتبر “الألمان الآريين” بمثابة “عرق السادة”، أما اليهود فأنهم ينحدرون من عرق أقل شأنًا. وفي هذه الأيديولوجية كانت معاداة السامية قوية للغاية، لدرجة أصبحت الإبادة الكاملة لجميع أشكال الحياة اليهودية هدفًا، يُتبع لتحقيقها كل الطرق الوحشية. ويشير مصطلح الهولوكوست أو (Schoah) إلى تلك الإبادة الجماعية لليهود التي سبقها تاريخ طويل من الاضطهاد والإقصاء وتشويه السمعة، خصوصًا في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط.

بالإضافة إلى الشعب اليهودي، تعرض الشعب الغجري والروم بجانب المشردين وأصحاب الإعاقات والمعارضين السياسيين (مثل الشيوعيين والديموقراطيين والنقابيين)، كما كانوا يسمونهم بـ”اللا اجتماعيين” و بعد ذلك بـ “اسرى الحرب”، للاضطهاد والتعذيب والسجن في ما يسمى بمعسكرات الاعتقال النازية.

سُلِب اليهود من كل حقوقهم، وصودِرَت ممتلكاتهم، ورُحِّلوا بشكل متزايد إلى معسكرات الاعتقال. وهناك تم إيواؤهم في ظروف قاسية، حيث كانوا يعانون من سوء التغذية بشكل ممنهج، وأُجبروا على القيام بأعمال بدنية شاقة تفوق قدراتهم، بحيث لقي الكثير منهم حتفهم أثناء تأديتهم تلك الأعمال في معسكرات الاعتقال التي كانت بعضها مزودة بغرف غاز بغرض استخدامها لإبادة اليهود الجماعية.

خلال الحرب العالمية الثانية، احتل الجيش الألماني النازي (فيرماخت) الدول الأوروبية المجاورة، وبدأ باضطهاد وقتل اليهود هناك أيضًا. وعزل الجيش النازي أجزاء معينة من المدن وطوَّقها بأسوار، وأجبروا السكان اليهود على النزوح القسري إليها، وكان يطلق على تلك الأجزاء من المدن العازلة أو الأحياء اليهودية (غيتو). في تلك الأجزاء حيث الظروف المعيشية البائسة، مات الكثير من الناس بسبب سوء التغذية والإرهاق والأمراض.

وفي هذه الإبادة الجماعية لليهود التي ارتكبتها الفاشية الألمانية قُتل نحو ستة ملايين شخص. وهذا الرقم يمثل نحو ثلثي اليهود، الذين كانوا يسكنون في أوروبا آنذاك.

الإسلام السياسي

يعتبر الإسلام السياسي مصطلحًا اجتماعيًا لوصف الأيديولوجيات والجماعات السياسية الإسلامية المتطرفة والعنيدة غير المتسامحة مع الآخر. مع ذلك، فإن هذه الأيديولوجيات مختلفة بشكل كبير، بل متعارضة مع بعضها البعض، والتأكيد على ذلك تنافسهم فيما بينهم. وتبنى كل منها تفسيرًا مختلفًا للقرآن، في حين أن كلاً منها تدعي أن تفسيرها الخاص هو الأصح بين التفسيرات الأخرى.

واستنادًا إلى Armin Pfhal-Traughber (2011)، يتميز الإسلام السياسي بـ 6 صفات:
1. اتخاذ الإسلام أساسًا مُطلقًا لتنظيم أمور الحياة والدولة.
2. أساس الشريعة هو الله وليس الشعب.
3. الرغبة في التغلغل الكامل في المجتمع والسيطرة عليه.
4. إقامة نظام اجتماعي متجانس تحت راية وهوية الإسلام.
5. التصدي ضد دولة الدستور والديموقراطية.
6. احتمالية تبنِّي الفاشية واستخدام العنف.

لا يُعتبر تفسير وفهم معاني القرآن كإطار لتوجيه الأفراد فقط، بل يُتخذ لتنظيم جميع نواحي حياة المجتمع. من حيث المبدأ، ان توجهات الإسلام السياسي ترفض فكرة فصل الدين عن الدولة. ورغم احتمالية وجود العنف بشكل عام، فإن هذا لا يعني أن كل جماعة إسلامية ترى أو تمارس العنف كوسيلة أساسية لتنفيذ أفكارها.

أطفال الحرب

في عام 2020، كان هناك واحد من كل ستة أطفال يعيش في منطقة النزاع. ويعاني الأطفال بشكل خاص من الحروب والنزاعات المسلحة، إذ يفقدون آباءهم وإخوتهم وأقاربهم اصدقائهم ومنازلهم، وطفولتهم أيضًا. وفي حالة فقدانهم لأسرهم أو انفصالهم عنهم، فإنهم يُتركون وحيدين معتمدين على أنفسهم. وتطارد الأطفال اللحظات التي عاشوها مع الأسلحة فائقة التدمير والقصف الشديد طوال حياتهم، لما لها من تأثير جسدي ونفسي مباشر عليهم. بالإضافة إلى ذلك، يصعب عليهم أثناء الحرب الذهاب إلى مدارسهم، كما أن لنقص التعليم عواقب واسعة على مستقبلهم. ويعني إغلاق المدارس أيضًا عدم وجود مساحة آمنة مهمة لحياتهم اليومية، مما يجعلهم عُرضة بشكل خاص للإتجار بهم واستغلالهم وعمالتهم والتعنيف بهم بشكل عام. في الحروب غالبًا ما تُستهدَف البنية التحتية المهمة، مثل مرافق الرعاية الطبية أو إمدادات الغذاء ومياه الشرب والكهرباء. وهذا يجعل الاحتياجات الأساسية للأطفال غير مُؤمَّنة أو مؤمَّنة بالكاد. ونتيجة لهذا تنتشر الأمراض ونقص التغذية. علاوة على ذلك يحتاج الأطفال بشدة إلى الدعم فيما مروا به من صدمات مأساوية وإلى الرعاية النفسية التي عادة لا تكون متوفرة. بالنسبة إلى الأطفال خاص فإنه من الصعب التعامل مع ما عاشوه.

في العديد من الحروب والنزاعات المسلحة، يُساء للأطفال بطرق متنوعة. ويحدث هذا بشكل خاص لمن يسمون بالجنود الأطفال. إذ يُختَطَفون من قراهم أو مدارسهم أو من الشوارع، ويُجبرون باستخدام المخدرات والعنف والإرهاب على القتال والتعذيب والقتل. ومع انتهاء الحرب أو تسريحهم من الجيش فإنهم يعانون من الكوابيس وحالات الخوف و الارق و المعاناة لفترة طويلة جدًا، بالكاد يجدون طريقهم للعودة إلى الحياة الطبيعية. وفي كثير من الحالات، لا تقبل عائلاتهم عودتهم بسبب العنف القسري الذي مارسوه ضد مجموعتهم.

العنف الجنسي في زمن الحرب

العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي أو الخاص بنوع اجتماعي معين يعني به العنف الجسدي والنفسي والاجتماعي، فضلاً عن الاستغلال المادي والقمع على أساس النوع الاجتماعي أو الهوية الجنسية. وهناك شكل خاص من أشكال هذا العنف يتلخص في العنف الجنسي. فهو لا يتعلق بالممارسات الشهوانية الجنسية، بل ممارسة عنف شديد، يُستخدم للإهانة ولتحقيق مصالح تتعلق بالسُلطة، ولإظهار الذكورة المهيمنة.

كلما زادت الفجوة السلطوية بين الجنسين في المجتمع، أصبح ذلك سببًا للعنف القائم على النوع الاجتماعي. وجزء مهم في بداية الحروب هو توجيه الإساءة للنساء واستغلالهن كغنائم حرب، بهدف إذلال العدو وكسر هيبته لفشله في حماية النساء. من ناحية أخرى، يهدف العنف الجنسي في أوقات الحرب إلى زيادة الرغبة في استخدام العنف وتماسك المقاتلين كمجموعة، إذ يساعدهم على التغلب على تجارب العنف والإذلال التي مروا بها في السابق.

تعتبر النساء والفتيات من أكبر المجموعات التي تعرضن للعنف ونجن منه. غير أن الأولاد والرجال يُستهدفون أيضًا عن طريق العنف الجنسي. كما يتعرض الرجال المثليون جنسيًا على وجه الخصوص، وكذلك المتحولون جنسيًا وثنائيو الجنس، إلى أعمال عنف واسعة النطاق. وبما أن العنف الجنسي لا يزال موضوعًا محظورًا تناوله اجتماعيًا، فإن ضحايا العنف الجنسي في زمن الحرب غالبًا ما يعانون آثارًا نفسية صادمة ومدمرة للهوية. وهناك صمت بسبب الخجل والشعور بالإذلال والإهانة إلى أقصى حد لما قام به العدو.

الإبادة الجماعية

لقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 ديسمبر/ كانون الأول 1948، اتفاقية حول منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وتضع الاتفاقية بمن يقوم بجرائم الإبادة الجماعية تحت طائلة القانون. وتُعرَّف الإبادة الجماعية فيها بأنها كل فعل يُرتكب بقصد محو مجموعة قومية، أو إثنية، أو عرقية أو دينية معينة. وتتضمن هذه الأفعال:
أ. قتل أفراد المجموعة
ب. إلحاق أضرار جسدية أو نفسية خطيرة بأفراد المجموعة
ت. فرض ظروف معيشية على المجموعة عن قصد، بهدف إبادتها جسديًا بشكل كامل أو جزئي
ث. فرض تدابير تهدف إلى منع الولادات الجديدة داخل المجموعة
ج. النقل القسري لأطفال المجموعة إلى مجموعة أخرى

ان التعريف السابق وارد في القانون الجنائي الدولي لألمانيا (VStGB) بطريقة متطابقة تقريبًا. يُضاف إليه، أن جريمة الإبادة الجماعية أو العقوبة عليها لا تخضع لقانون التقادم (أي لا تسقط)، وأن هذه الجريمة يجب ملاحقتها قضائيًا أيضًا دون أي صلة بالدولة. وإلى جانب جرائم الحرب والجرائم ضد السلام، ينظر القانون الجنائي الدولي إلى الإبادة الجماعية كجريمة ضد الإنسانية. إذ تُعتبر الإبادة الجماعية (المعروفة أيضًا باسم Genozid) عمومًا “جريمة الجرائم”. من الناحية القانونية، يعد الجانب الحاسم في الإدانة ليس التدمير الفعلي لمجموعة كاملة نفسها، بل القصد والعمد وراءها، أي التحريض على ارتكاب الفعل، مثل القتل والجريمة. فهذا يُمكِّن من تقديم الاتهام والإدانة بارتكاب جريمة إبادة جماعية، دون قيام الشخص بارتكاب الجريمة بنفسه.

كان هناك بالفعل في العصور القديمة جرائم تندرج تحت تعريف الإبادة الجماعية. وفي العصر الحديث، كان هناك إبادات جماعية ارتُكِبَت أحياناً في الدول التي استُعمِرَت من قِبل القوى الاستعمارية الأوروبية، وأحيانًا أخرى بعد إجلاء الاستعمار نتيجة لرسمه حدودًا تعسفية تفصل بين الدول.