تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)

معلومات

في 3 أغسطس/ آب 2014، هاجمت ميليشيات تنظيم الدولة الإسلامية مدينة شنگال والمقاطعة ذات الاسم نفسه، التي تسكنها غالبية من الإيزيديين. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة تم اختطاف بين 5 الى 10 آلاف من الإيزيديين، والإتجار في أكثر من 6 آلاف شخص كرق، من بينهم نساء وأطفال. ويُعتبر هذا التاريخ نقطة بداية الإبادة الجماعية المستمرة للإیزیدیین.

يُعد تنظیم الدولة الإسلامیة ميلیشیات إرهابیة تعمل دولیًّا، هدفها المُعلَن هو إقامة خلافة إسلامية عالمية. ظهرت أولى المؤشرات لهذه التنظيمات في أوائل عقد عام 2000 من هياكل تنظيم القاعدة في أفغانستان. في أكتوبر/ تشرين الأول 2006 تغيَّر اسم التنظيم الإرهابي الجهادي من تنظیم القاعدة في العراق (AQI)، الذي ارتكب مسبقًا عددًا كبيرًا من الهجمات على المدنيين، ليصبح الدولة الإسلامية في العراق (ISI)، وأعلن في هذا الصدد زعمه بالمطالبة بالأراضي الكردية في شمال العراق. وشهدت العراق ما بين عام 2007 حتى 2010 موجات من الهجمات المختلفة، أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين.

في 11 فبراير/ شباط 2012، وعندما دعا تنظيم القاعدة جميع المسلمين في العراق ولبنان والأردن وتركيا للقتال ضد حكومة الأسد، شارك بشكل مُعلن في الحرب الأهلية السورية أيضًا الدولة الإسلامية قي العراق. وفي ربيع عام 2013 وتحت رعاية تنظيم القاعدة، اتحدت جبهة النُّصْرَة، وهو تنظيم جهادي إسلامي في سوريا مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ليتشكل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشَّام (ISIS). ونفذت ميلشيات التنظيم من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول 2013 هجمات مختلفة في العراق وسوريا، إذ زاد خلال هذه الفترة عدد المقاتلين المجاهدين الوافدين من أرجاء مختلفة من العالم إلى هذه المناطق.

بعد أن سيطرت على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، أعلنت الميليشيا الإرهابية في يونيو/حزيران 2014 إقامة الخلافة، وأطلقت على نفسها اسم الدولة الإسلامية (IS)، في حين ان اسم التنظيم القديم “الدولة الإسلامية في العراق والشَّام” (ISIS) لا يزال يُستخدم دوليًا. سعت المنظمة الإرهابية، انطلاقًا من مدينة الرقة في سوريا والموصل في العراق، إلى بناء أجهزة تشبه نظيرتها في الدولة. على عكس المنظمات الإرهابية الأخرى، دعا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشَّام – بشكل ملحوظ – النساء إلى السفر وجلب أطفالهن معهن إلى دولة الخلافة.

منذ عام 2015، شنَّت الميليشيات الإرهابية العديد من الهجمات في أوروبا، بما في ذلك الهجوم على مسرح باتاكلان في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، والهجوم في نيس في 14 يونيو/حزيران 2016. على الرغم من أن التنظيم الإرهابي يتبنى إستراتيجية عسكرية كلاسيكية أقوى من المنظمات السابقة، فإن الإرهاب هو أحد أدوات حربه المركزية. فمنذ عام 2017، تم ردع التنظيم الإسلامي بشكل قوي من خلال تحالف عسكري بين القوات الكردية والجيش العراقي والجيش الأمريكي، تم تحرير الموصل عاصمة الدولة الإسلامية في العراق في يوليو/ تموز 2017. وفي سبتمبر/ أيلول من نفس العام تم تحرير الرقة مركز الدولة الإسلامية في سوريا من قِبَل قوات سوريا الديموقراطية المهيمن عليها الأكراد. من هنا بدأ التنظيم الإسلامي يتراجع عسكريًا.

ولوحظ بشكل كبير تعزيزات للميليشيات الإرهابية في السنوات 2021 و2022، وبالأخص في مناطق مختلفة في أفغانستان، حيث وقعت آخر الهجمات الإرهابية الكبيرة. ويرجع ذلك لوجود فراغ سياسي يتنافس عليه تنظيم الدولة الإسلامية وحركة طالبان المتشددة. وفي نفس الوقت، تظهر بشكل متكرر خلايا نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

الأيديولوجية

في عام 2007، نشر التنظيم الإرهابي كتابًا يحمل عنوان “إعلام المؤمنين بميلاد الدولة الإسلامية”، حاول من خلاله تبرير الشرعية المزعومة لدولة الخلافة. وفيه لا تقتصر المطالبة بإقامة دولة الخلافة في منطقة جغرافية محددة فحسب، على الرغم من زعمه بغير ذلك في أشرطة الفيديو الدعائية، بل بإعلان دولة خلافة في كل مكان يُدعى إليه المقاتلون لرفع السلاح للقتال علنًا.

يمثل المسلمون من جميع أنحاء العالم المجموعة الأكبر التي يطاردها التنظيم الإرهابي وذلك على خلفية اتِّباع معظم المسلمين تفسيرًا مختلفًا للإسلام، الذي ينكره التنظيم الإسلامي ويُكفِّر أتباعه ويصفهم بالكافرين، أي غير مؤمنين أو موحِّدين. ويتعرَّض الشيعة على وجه الخصوص للكراهية والاضطهاد من قِبَل تنظيم الدولة الإسلامية، لأنهم لا يقبلون أيديولوجية التنظيم الإرهابي.

ومن ضمن الأهداف المحورية الأخرى لتنظيم الدولة الإسلامية هو محو الهوية الثقافية والدينية للإيزيديين. وينظر تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من المجموعات الإسلامية المتطرفة إلى الإيزيديين كعبدة للشيطان، لأنهم يعبدون “طاووس مِلِك” الملاك أو الملك الطاووس، والذي يعتبره تنظيم الدولة الإسلامية ملاكًا مطروداً من الجنة، أي الشيطان. هذه التفسيرات تُعتَبر منذ عام 2014 ذرائع للتنظيم الإرهابي لاستمرار محاولاته في الإبادة الجماعية للإيزيديين وقتل واستعباد الشعب الإيزيدي.

"أُجبرنا على اعتناق الإسلام. تحدث رجل من تنظيم الدولة الإسلامية وأجبر جميع النساء على التردد وراءه".

إحدى الناجيات، 18 عامًا. مُقتَبَس من: عن الحياة. نساء إيزيديات بعد جريمة قتل النساء الجماعي عام 2014 (معرض متنقل)، صفحة 21.

.

لا يمكن فهم أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية دون إلقاء نظرة على نظريات المؤامرة التي يشار إليها باستمرار في حملاتهم الدعائية. فيلعب التحريض المستمر ضد السامية دورًا مهمًا في الأخبار التي يفبركها التنظيم الإرهابي، إذ يُعد تدمير دولة إسرائيل والمجتمع اليهودي بأكمله واحدًا من أهم الأهداف الذي يؤكده تنظيم الدولة الإسلامية مرارًا وتكرارًا. ويطعن تنظيم الدولة الإسلامية في أيديولوجيته على اليهود بأنهم مجموعة مغلقة على نفسها تحكم العالم بأسره. وفي هذا السياق، يصف السياسيين الغربيين بأنهم دُمَى أو بغال اليهود. وأن اليهود ينوون تحريف المسلمين عن عقيدتهم. لا تعتبر تلك الادِّعاءات المكون الأساسي للرواية المعادية للسامية فحسب، بل تمثل أيضًا موقف أنصار تنظيم الدولية الإسلامية الدفاعي تجاه الغرب. يتم الادِّعاء بأن اليهود يحاولون تحريف المسلمين عن عقيدتهم. وتلك ليست المكونات التقليدية للرواية المعادية للسامية فحسب، لكنها تمثل الموقف الدفاعي الأساسي الذي يتخذه أنصار الدولة الإسلامية باستمرار تجاه الغرب، إذ يُقدَّم في حملات دعاية تنظيم الدولة تصوير كل مكونات الحياة الغربية أو الحديثة بوصفها سيناريوهات وُضِعَت لتهدد نمط الحياة التقليدي. يشمل ذلك على سبيل المثال، المساواة المتزايدة بين الجنسين، وحرية ممارسة الحياة الجنسية (المثلية)، والأزياء المنفتحة، وعدم التمسك المستمر بفكرة الأسرة التقليدية.

يتصدر في هذا الصدد وبشكل خاص سلب المرأة حقوقها، إذ تُقيَّد بموجب الشريعة بشدة في الحياة العامة والخاصة. الشريعة هي القانون الإسلامي التي تُتَّخذ كأساس للحياة في تنظيم الدولة الإسلامية. وتتألف من مجموعة مختلفة من كتب القانون، وتُعد مرجعًا للقرارات القضائية وغير القضائية، والمعايير القانونية، وتفسيرات للقانون يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية كمبرر للتمييز والاضطهاد، وقتل من يُطلَق عليهم “الكافرون”، كما تُستخدَم أَحيانًا ذريعة في إبادتهم المستمرة ضد الإيزيديين. يسن التنظيم اعتمادًا على الشريعة، قوانين جديدة، تُستخدم أيضًا داخل ما يزعمون أنه المجتمع الإسلامي.

إذ نشر تنظيم الدولية الإسلامية كُتيِّب يتألف من 16 نقطة يحظر فيه تناول وبيع الكحوليّات والتبغ والعقاقير الأخرى. ويُمنع بموجبه أيضاً التجمعات العامة وحيازة أو استخدام ما يزعمون أنها أصنام وثنية. وتُجبر النساء على تغطية أجسادهن بالكامل، بما في ذلك اليدين والوجه وخصوصًا العينين. كما خضع الخطاب الديني في المساجد لرقابة القسم الإعلامي للتنظيم. كان استخدام الحمام ممنوعاً باعتباره مثيرًا جنسيًا. كذلك خضعت الهواتف المحمولة لقواعد صارمة، من هدفها الرصد والتحكم في سكان المنطقة.

انطلاقًا من هذه المفاهيم، يُحذِّر تنظيم الدولة الإسلامية بعقوبات صارمة معظمها جسدية، في حالة الخروج عن هذه الأحكام الشرعية. وهناك الكثير في دولة الخلافة الذين عوقبوا بالتشويه أو بالجلد أو بالإعدام علنًا. ولا تُعد هذه الممارسات أساليب ردع، بل تعد أيضًا شكلاً من أشكال الإرهاب العام داخل دولة الخلافة.

النظام الهيكلي والجناة

"رأيت من بعيد ثلاثة رجال في زي أسود. (...) جاءوا رجال داعش في سيارات، حاصرونا بالأسلحة الطويلة، وفصلوا كبار السن عن الشباب".

— إحدى الناجيات، 12 عامًا. مُقتَبَس من: عن الحياة. نساء إيزيديات بعد جريمة قتل النساء الجماعي، عام 2014 (معرض متنقل)، صفحة 12.

كان أبو بكر البغدادي (إبراهيم عوض إبراهيم البدري) رئيسًا لدولة الخلافة المُعلن عنها ذاتيًّا منذ تأسيسها وحتى وفاته في عام 2019. كان يندرج تحت حكمه مجلس الشورى، وهي لجنة إدارية تتألف من تسعة مستشارين، يُطلق عليهم العلماء، وكان يضم نائبيه أبو مسلم الافيعي التركماني (اسمه الحقيقي: فضيل أحمد عبد الله الحيالي) وأبو علي الأنباري (اسمه الحقيقي: عدنان السويداوي). وكان مجلس الشورى مسؤولاً بشكل رئيسي عن إدارة وتنظيم الدولة الإسلامية. من ناحية أخرى، خضع تحت حكم البغدادي أيضًا مجلس الشريعة المتساوي هرميًّا مع مجلس الشورى، وفيه كان يتم استشارة ما لا يقل عن ستة قادة دينيين حول المسائل الأيديولوجية داخل الخلافة. وللخليفة سلطة القرار النهائي داخل مجلسي الشورى والشريعة، كما كان مسؤولاً عن تعيين كبار المسؤولين في الدولة الإسلامية. البغدادي من يقوم بتعيين أعلى القضاة، ورؤساء الإدارات، والمسؤولين العسكريين، ورئيس جهاز الشرطة.

وقُسِّمت الإدارة السياسية للدولة الإسلامية إلى أقسام مختلفة. ففي القسم المالي، وُضِعَت الميزانيات ووزعت الأموال، بالإضافة إلى مسؤوليته في إدارة التبرعات الأجنبية والمعاملات المالية التي كانت تمول بشكل أساسي الدولة الإسلامية في ظل عدم وجود نظام اقتصادي مكتفٍ ذاتيًا. من خلال ذلك، يتضح أنه في حالة غياب الدعم الخارجي والشبكات الدولية الداعمة ما كان التنظيم الإرهابي طوال هذا الوقت قادرًا على خوض الحرب بنفسه محليًا ودوليًا.

كان تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية مسؤولية الجهاز العسكري، كما كان لديه صلاحية استخدام المقاتلين. وأُضيفَ إليه أيضًا مجلس مساعدة المقاتلين الذي كان منفصلاً إداريًا. تكفَّل هذا المجلس بمعاشات للجرحى والمعاقين والأرامل والنساء من أفراد تنظيم الدولة، وإيوائهم في بعض الأحيان. كان ذلك يُعد نظامًا مؤسساتياً واضحًا تحت إشراف القيادة العليا، وكان هناك رؤساء مُعَيَّنون من قِبَلِ البغدادي لإدارة التعليم والصحة والزراعة.

ينقسم النظام القضائي بشكل جوهري إلى ثلاثة أفرع مختلفة، لكل منها رئيس قضاة: الفرع الحكومي الذي كان يبدو كأنه يتبع نظامًا حديثًا للفصل بين السلطات، والفرع الاجتماعي (القانون العام)، وفرع الأفراد (القانون المدني) الذي يشمل قضايا مثل الطلاق والزّنَى.

كان جهاز الشرطة تحت إشراف القسم الأمني، من مهامه التفتيشات العامة وأيضًا التحقيقات الشرطية التي كانت في كثير من الأحيان مصحوبة بالعنف والتعسف. وفي الفرع نفسه كانت الشرطة النسائية تعذب وتعتقل النساء، ظنًّا أو يقينًا، بسبب أفعال ترفضها شريعة دولة الخلافة.

لم يقتصر نطاق جهاز المخابرات على العمليات الخارجية فقط، مثل تخطيط الهجمات الإرهابية الدولية أو تهريب مقاتلي تنظيم الدولة الإرهابيين، وإنما أيضًا على مهام الشرطة السرية، مثل كشف وقمع حركات المقاومة المزعومة أو الفعلية. يعمل جهاز المخابرات بشكل وثيق مع كل من الشرطة والقسم الإعلامي للدولة الإسلامية. وكان الأخير مسؤولاً بشكل رئيسي عن إنتاج ونشر المواد الإعلامية داخل وخارج التنظيم. وكان القسم الإعلامي متخصصًا في صناعة مواد الحملات الإعلامية بشكل احترافي عالٍ، إذ قدَّم بشكل تقني مع جهود كبيرة موادًا تُروِّج للإرهاب إعلاميًا، ومنصات مثبَّتة لنشر الأخبار الكاذبة والتحريض، بالإضافة إلى صناعة محتوى ترفيهي جهادي.

يُعتبر مجلس الأُمَّة واحدًا من المجالس التي تقودها بشكل مستمر الحملات الدعائية التابعة للتنظيم. يُقصَد بالأُمَّة المجتمع الإسلامي والمسلمون في جميع أنحاء العالم، وكذلك من يمثلهم في النظام السياسي في دولة الخلافة. لكن في الواقع، يعد هذا المجلس رمزًا للشرعية فقط، ويعجز سياسيًا عن اتخاذ أي قرار. فهو يبعث انطباعًا حول فصل السلطات عن بعضها والرقابة الديموقراطية داخل الخلافة. يمكن إلى حد ما وصف هذه الهياكل الإدارية على أنها نظم أوليغارشية جزئية (حكم أقلية) أو استبدادية (أوتوقراطية). ويُؤخَذ تقسيم النظام السياسي بطريقة مشابهة في المحافظات، إلا أنه لا يمكن في هذا النطاق الحديث عن الفيدرالية بمفهومها الديموقراطي. ومع ذلك يوجد تقسيم دقيق للاختصاصات المؤسساتية الذي لا يؤثر فقط على الحياة العامة، بل يتدخَّل بشدة في حياة الناس الخاصة. ويُنظر إلى تقسيم المهام على أنها سمة محورية تميز تنظيم الدولية الإسلامية عن باقي المنظمات الإرهابية الأخرى. سمح بناء الهيكل الحكومي بشكل فعَّال للدولة الإسلامية بتسهيل تنسيق الهجمات واستخدام الموارد العسكرية والمدنية المزعومة. علاوة على ذلك، ساعد على مدى عدة سنوات على بناء جهاز قمع يُنَظَّم بشكل بيروقراطي وعملي داخل دولة الخلافة، يتميز بأساليب قمعية منظمة احترافيًا.

الألمان ضمن تنظيم الدولة الإسلامية

بحسب مكتب الجرائم التابع للشرطة الاتحادية فإن أكثر من 1000 مواطن ألماني قد التحقوا بتنظيم الدولة الاسلامية وغيرها من التنظيمات الارهابية الجهادية. ربع العدد من النساء. بينما اختلفت طرق تحولهم إلى التطرف فإن تجنيدهم تم بطريقة منظمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أحصت وزارة الداخلية 80 شخصاً عائداً مما يسمى الدولة الإسلامية. كيف ذهب الألمان إلى تنظيم الدولة الإسلامية؟ وماذا فعلوا معها؟ الألماني الأكثر شهرة الذي التحق بالتنظيم هو مغني الراب دينيس كوسبيرت والذي قتل في سوريا في العام 2018. فيما يلي سوف نستعرض أربعة نسوة ممن التحقن بهذا التنظيم ومثلن أمام المحكمة في ألمانيا.

Jennifer W.

من مواليد 1991 في لونه (منطقة فيشتا في ساكسونيا السفلى)

اعتنقت جينيفر و. الاسلام وهي في عمر الـ21، وانضمت إلى تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (عُرف لاحقاً بالدولة الاسلامية) انطلاقاً من قناعة أيديولوجية. في أغسطس/آب 2014 سافرت إلى سوريا وتزوجت عضو التنظيم طه أ. ج. انتقلت معه للسكن في الفلوجة (العراق). هناك، كما في مدينة الموصل، عملت بشكل مسلح كشرطة أخلاق في الحدائق العامة حيث راقبت الالتزام بقواعد اللباس والسلوك التي فرضها تنظيم الدولة الإسلامية. في الفلوجة أسر زوجها امرأة إيزيدية وابنتها كسبايا. توفيت ابنة تلك المرأة الأيزيدية التي كانت تبلغ من العمر خمس سنوات جراء تقييدها بسلاسل وتعريضها لأشعة الشمس الحارقة كعقاب لها. في عام 2016 تم ترحيل جنيفر و. وهي حامل من تركيا إلى ألمانيا، وتم اعتقالها في بافاريا عام 2018 عندما حاولت مع رضيعها السفر إلى المناطق التي كانت تسيطر عليها الدولة الإسلامية مرة أخرى.
حوكمت أمام المحكمة الإقليمية العليا في ميونيخ عام 2023، وحُكم على جينيفر و. بالسجن لمدة 14 عامًا بعد الاستئناف، ومن جملة الإدانات العضوية في منظمة إرهابية، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والعبودية التي أدت إلى الوفاة والمساعدة والتحريض على الشروع بالقتل عن طريق الإهمال.

Romiena S.

رومينا س.

من مواليد 1988 في مولهايم أن دير رور (ولاية شمال الراين ويستفاليا)
اعتنقت رومينا س. الإسلام وهي مراهقة وتعرفت فيما بعد على عضو في تنظيم الدولة الاسلامية عبر الانترنت. لكي تتمكن من الزواج به، سافرت في نهاية العام 2014 مع بنتها البالغة من العمر 4 سنوات عبر تركيا إلى سوريا وانضمت إلى التنظيم. سكنت مع زوجها في مدينة الرقة. بعد موته تزوجت عضويَن آخرين في التنظيم، قامت بتربية أطفالها حسب تعاليم داعش، حتى أنها أخذت معها ابنتها البالغة من العمر ٦ سنوات لتشاهد حادثة رجم امرأة. سكنت رومينا س. في بيت لتجارة السبايا لبضعة أيام وهناك استغلت سبية ايزيدية عن عمد. عبّرت رومينا س. عن رأيها علانية عبر دعمها لهجمات داعش في نيس وڤورتسبورغ على منصة تويتر. في بداية ٢٠١٩ عندما تم اعتبار داعش على وشك الهزيمة عسكرياً، تم اعتقالها من طرف القوات الكردية وعاشت في المخيمات في سوريا سنتين وتم اعادتها في ٧ اكتوبر/تشرين الاول ٢٠٢١ إلى ألمانيا.

حكم على رومينا س. في المحكمة الإقليمية العليا في سيلي عام ٢٠٢١ بالحبس ثلاث سنوات وثلاثة أشهر بتهمة الإنضمام إلى منظمة إرهابية أجنبية وجرائم ضد الإنسانية(العبودية) وتعريض ابنتها للخطر، إضافة إلى تهم اخرى.

Nadine K.

من مواليد 1986، عاشت في ايدار-اوبرشتاين (ولاية راينااند-يفالز)

اعتنقت نادين ك. الإسلام في يوليو/تموز 2013 بعد الزواج من زوجها السوري ولحقت به في ديسمبر/كانون الأول عبر تركيا إلى سوريا للالتحاق بالدولة الإسلامية. من هناك ذهبت إلى الموصل في العراق حيث كان زوجها يعمل طبيبًا مع داعش. في ڤيلتها كانت تدير ملجأً لنساء داعش وكان هنالك مستودع للأسلحة. منذ 2016 كانت تحتفظ بامرأة ايزيدية تبلغ من العمر 21 عاماً كسبية، وبما أنها كانت تعاملها كأنها ملكها الخاص، أخذتها معها في صيف 2016 إلى سوريا. أجبرت الفتاة الايزيدية على القيام بالأعمال المنزلية والاعتناء بالأطفال. كانت نادين ك. تراقبها وسمحت لزوجها عن قصد واعترفت بأنها لم تفعل شيئًا ضرب زوجها واغتصابه للمرأة الأيزيدية بانتظام. في 8 مارس/آذار 2019 اعتقلتها القوات الكردية عندما كانت تحاول الهروب من الباغوز. بقيت نادين ك. مع أطفالها في مخيم للاعتقال. وفي 30 مارس/آذار 2022، أعادتهم الحكومة الفيدرالية إلى ألمانيا.
حوكمت نادين ك. أمام المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز وأدينت -إضافة إلى تهم أخرى- بالانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية في ثلاث حالات، تضمنت إحداها جرائم ضد الإنسانية عبر الاستعباد والمساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية عبر القتل، التواطؤ في جرائم الحرب ضد الأشخاص، الاتجار بالبشر، والحرمان الشديد من الحرية، حُكم عليهم بالسجن لمدة إجمالية قدرها 9 سنوات و3 أشهر.

Leonora M.

ليونورا ميسينغ

من مواليد 2000 ترعرعت في مدينة زانغاهاوسن (برايتنباخ، ولاية ساكسونيا أنهالت)

انضمت ليونورا ميسينغ إلى تنظيم الدولة الإسلامية وهي بعمر 15 عاماً لكي تعيش “حياة اسلامية خالصة” (بالرغم من أنها قاصرة). في مارس/آذار 2015 سافرت عبر تركيا إلى سوريا وتزوجت عضو داعش مارتن ليمكي. قضت معظم وقتها في الرقة وهناك عملت ممرضةً في إحدى مستشفيات داعش. في نهاية 2015 قام زوجها بشراء سبية إيزيدية. اهتمت ليونورا ميسينغ بالامرأة حتى يستطيع مارتن ليمكي بيعها بسعر أعلى. في يناير/كانون الثاني 2019 قاموا بتسليم نفسهم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الباغوز وتم ارسال ليونورا ميسينغ إلى مخيم للاعتقال في الهول. وهناك غيرت موقفها، وتعرضت للتهديد من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، لذلك نُقلت إلى مخيم آخر. في ديسمبر/كانون الأول 2020 أعيدت إلى ألمانيا كجزء من عملية إرجاع قامت بها الحكومة الفيدرالية وتم القبض عليها في المطار.
في المحاكمة التي جرت في محكمة ناومبورغ الإقليمية العليا في عام 2022، حُكم على ليونورا ميسينغ بالسجن لمدة عامين مع ثلاث سنوات تحت المراقبة بموجب القانون الجنائي للأحداث، وأدينت بجملة من القضايا، منها العضوية في منظمة إرهابية أجنبية. ولم تر المحكمة أدلة كافية لإدانتها بالمساعدة والتحريض على العبودية وفقامت بتبرئتها. وقد استأنف كلا الجانبين الحكم.